المحاسبة الذاتية

[size=12][size=16]المحاسبة إن الإنسان لم يخلق في هذه الدنيا عبثا ولم يترك سدى، وإنما خلقه الله سبحانه وتعالى لغاية وأوجده لحكمة.

ولا يستطيع الإنسان أن يقوم بدوره
حق القيام إذا ترك نفسه لهواها تفعل ما تشاء، ومن فعل ذلك فهو عرضة -لا
محالة- للوقوع في عظيم الأخطاء، ثم يندم وقت لا ينفع الندم، ثم هو لا يعود
بخير على دينه ولا على دنياه.. لأجل ذلك كانت محاسبة النفس مقامًا من أعظم
المقامات.

ومحاسبة النفس باب عظيم، كان لأرباب المجاهدات فيه سلوكيات ومجاهدات ومرابطات طويلة.

أركان المحاسبة

وللمحاسبة أركان تكلّم فيها أهل المعرفة، ونقف منها على أركان ثلاثة، استوقفنا معها صاحب "المنازل"، رحمه الله تعالى:

- أول هذه الأركان أن تقايِس بين
نعمة الله عليك وبين جنايتك؛ فتنظر ما منّ الله عليك من نعم عظيمة سابغة،
ثم تنظر مقابلتك لهذه النعم العظيمة!! ذلك أن العدل يقتضي أن تُقاضى
النعمة بمثلها؛ لكنك إذا نظرت إلى عظيم ما ينعم الله به عليك مما لا
تستغني عنه في كل لحظة من لحظات حياتك، وما تقابل به هذه النعم السابغة
التي تحيط بك؛ لوجدت أنك تخالف العدل وتجاوز المنطق الصحيح.. لذلك كانت
أول أركان المحاسبة أن تكافئ فضل الله عليك بما تستطيع أن تقدمه له سبحانه
من كامل عبوديتك له، وأن تعلم أن الرب ربٌّ وأن العبد عبد، وأنه لا ينبغي
أن يتجاوز العبد قدره، فيزعم لنفسه تشريعا أو انفرادا بالتصرف وتمردا على
منهج الله سبحانه الذي أوجده، والذي ضمن له بمنهجه حياة سعيدة وآخرة مرضية.

- ثاني أركان المحاسبة أن تميز بين
ما لله عليك وما لك عليه؛ فلله سبحانه وتعالى عليك وجوب الطاعة وتمام
الانقياد وتمام الذل مع تمام الحب؛ ذلكم أنه سبحانه خلقك وأنعم عليك، لا
لشيء يريده منك؛ فالكون وما فيه بيده عز وجل يصرفه كيف يشاء، ولكنه أوجدك
تكرُّما وتعظُّما وتفضُّلا، وحتى يرى فيك كامل عبوديتك له سبحانه وتعالى؛
فلا يليق بك أن تتغافل عن حقه عليك؛ وإن كنت غير مستطيع لا محالة أن تؤدي
إليه كامل حقه، فلا أقل من أن يكون شعارك "وعجلت إليك ربِ لترضى"، فتقدم
ما تستطيع وتبذل ما يمكنك أن تبذله وتتحاشى ما نهاك عن أن تقترفه.

ومن المحاسبة أيضًا أن تعرف ما لك
وما منحك الله سبحانه وتعالى إياه من مباح الاستمتاع في الحياة الدنيا،
ولئن كان الكثير من الناس يقع في خطيئة مخالفة ما لله عليه؛ فإن البعض
الآخر يقع في خطأ مخالفة ما له.. فيحرم ما أحل الله، أو يضيق واسعا، وذلك
ليس من الدين في شيء، وقد استنكر نبينا
على قوم مغالاتهم في دينهم.. فمن المحاسبة الصحيحة أن تميز بين ما أباحه
الله لك في هذه الحياة وما حرّمه عليك؛ فلا ينبغي أن تخلط بين الأمرين.

- الركن الثالث أن تعرف أن الطاعة
التي تبذلها لله سبحانه وتعالى ليست منّة منك ولا تفضلا، ولكنها قبل كل
شيء فضل الله سبحانه وتعالى عليك.. لقد أراد الله سبحانه أن ينعم عليك
بنعمة، فسخّرك لطاعته؛ ذلكم أنه سبحانه لا تنفعه طاعة مطيع ولا تضره معصية
عاصٍ.

فإذا أُنعم عليك بطاعة فإياك أن
تداخل نفسك هذه المشاعر السئية من عجب أو من شعور بزهو على عباد الله
الذين لم ينعم عليهم بهذه الطاعة؛ فالطاعة منه إليك قبل أن تكون منك إليه
سبحانه، ولولا أنه أحبك ما أوجدك في طاعته، ولذلك قال قائلهم رحمه الله
تعالى: "ربما فتح لك باب طاعة وما فتح لك باب القبول، وربما قدر عليك
المعصية فكانت سببا في القبول"، وهذا ما فسره ابن عطاء الله بقوله: "معصية
تورث ذلا وانكسارا خير من طاعة تورث عزا واستكبارا".. فالمعصية التي تترك
صاحبها ذليلا خامل النفس مستشعرا ذنبه وتقصيره في جنب الله تعالى محاولا
أن يتدارك من أمره ما فاته خير من الطاعة التي تترك صاحبها مزهوا معجبا،
يتعالى على عباد الله بركيعات ركعها، أو بنوافل صامها أو بأموال قدمها،
و{لَن يَنَالَ اللهَ لُحُومُهَا وَلاَ دِمَاؤُهَا وَلَكِن يَنَالُهُ
التَّقْوَى مِنكُمْ}.

بهذه الأركان الثلاثة إذا أحسن العبد الوقوف معها يستطيع أن يلزم نفسه جادّة الصواب، وأن يكون بعون الله تعالى من الفائزين.

والله يقول الحق وهو يهدي السبيل.

[/size][/size]

اولا نعم انا الله لم يخلق اى شى دون فائدة
ولكن الله يخلق كل شى بقدر
فمثل الثعبان هو حيوان خطير ويسام
ولكن الله لم يخلقة دون فائدة ولكن خلقة لمهمه من مهام الحياة

ثانيا ان الله انعم على النسان كثير من النعم
ولكن الانسان يستعمل هذة النعم للدمار والخراب
وبتالى قدلا هذة النعم التى منحنا الله ايها يجب شكرة وحمدة
على هذة النعم لكى تدوم معنا ويبارك الله فيها

فمحاسبة النفس شى رائع
لانك اذا لم تحاسب نفسك وتركتها على هواها
فسوف تضل ضلال بعيد
فيجب عليك من الان محاسة النفس على الخير والشر
فان كان خير فداوم نفسك
وان كان شر فوقف نفسك وحاسبها
لان النفس امارة بسوء دوما
كما قال الله عز وجل

جزاكم الله خيرا على الموضوع الرائع المفيد